خمسون روبوتًا للألبان، رؤية واحدة للمستقبل

كيف بنى جان أوربان
أكبر مزرعة حلب آلية في جمهورية التشيك

رؤية تتشكل

عندما عاد جان أوربان إلى وطنه بعد دراسة الهندسة الزراعية واكتساب الخبرة في الولايات المتحدة وهولندا، جلبَ معه هدفًا واضحًا.

“ويقول "أردت أن أظهر أن إنتاج الألبان الحديث عالي التقنية يمكن أن يزدهر هنا في جمهورية” التشيك. “لدينا الخبرة والأشخاص والأرض. كل ما نحتاجه هو التكنولوجيا المناسبة.”

باعتباره مديرًا للمزرعة، يشرف أوربان على أكثر من 3,000 هكتار من الأراضي وحوالي 1,200 بقرة حلوب. لسنوات، كانت عملية الحلب تتم في صالة حلب تقليدية تتسع لعشرين بقرة جنبًا إلى جنب، وهي عملية تتطلب تشغيل خمسة موظفين يعملون على مدار الساعة لكل نوبة حلب تستمر ست ساعات. ولكن مثل العديد من المزارعين في مختلف أنحاء أوروبا، واجه أوربان تحديات متزايدة: مثل نقص العمالة وضغوط التكلفة وتغير معايير رعاية الحيوانات وجودة الحليب. ولضمان مستقبلٍ مستدام لمزرعته، لجأ إلى الاعتماد على الأتمتة والرقمنة.

قطاع الألبان في التشيك عند نقطة تحوّل

بعد انتقال الاقتصاد من النظام المخطَّط سابقًا إلى اقتصاد موجّه بالسوق، أصبح قطاع الألبان في التشيك موحدًا للغاية. تراجع عدد مزارع الألبان خلال السنوات العشرين الماضية، ليصل إلى نحو 1,125 مزرعة منتِجة للحليب بمتوسط 314 بقرة في كل مزرعة. تُدير العديد من المزارع الكبيرة أكثر من حظيرة واحدة، بل وأحيانًا أكثر من موقع يضم أبقارًا حلوبًا.

وعلى الرغم من ضغوط التكلفة العالية على منتجي الحليب، فمن المتوقع، وفقًا لـ Statista، أن ينمو سوق الحليب في جمهورية التشيك بشكل مطرد في السنوات القادمة، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي والوعي الصحي المتزايد بين المستهلكين.

ومع ذلك، لا يزال القطاع يواجه ضغوطًا معتادة مثل محدودية توفر العمالة، وتقلب أسعار الحليب، والتوقعات المتزايدة من جانب المستهلكين والجهات التنظيمية. ولم ينظر أوربان إلى هذه التطورات باعتبارها عقبات بل فرصًا. “قال موضحًا:’"لم نكن نريد مجرد البقاء” فحسب". “أردنا إنشاء مزرعة تكون نموذجًا يُحتذى به: فعّالة ومجدية اقتصاديًا وجاذبة للأجيال المقبلة.”

دقّة عالية في كل دورة تشغيل مع نظام GEA DairyProQ

تقف تقنية GEA DairyProQ في قلب’هذا التحوّل، وهي نظام حلب دوّار آلي بالكامل، يعتمد على وحدات مترابطة، ومصمّم خصيصًا لمزارع الألبان الكبيرة ذات الأداء العالي. يعمل كل كشك من الأكشاك الخمسين كوحدة روبوتية مستقلة، حيث تقوم بكل خطوة من خطوات عملية الحلب، من التنظيف والتوصيل إلى الحلب وما بعد الغمس، بدقة متسقة. يضمن التصميم القائم على الوحدات العملَ بأقصى وقت تشغيل ممكن: ففي حال احتاجت وحدة ما إلى صيانة، تواصل الوحدات الأخرى الحلب دون أي انقطاع. بالنسبة لمزارع الألبان الكبيرة، فهذا يعني الموثوقية والكفاءة وجودة الحليب الثابتة.

تسجل أجهزة الاستشعار المتكاملة البيانات الرئيسية، مثل العائد، وتدفق الحليب، والتوصيل، ومؤشرات صحة الضرع، أثناء كل جلسة حلب. وترسل هذه البيانات مباشرةً إلى نظام إدارة القطيع. وتساعد هذه البيانات في الكشف المبكر عن المشكلات الصحية، وتمكين الرعاية الوقائية، مما يعزّز الإنتاجية ويحسّن رفاهية الحيوانات.

“يقول ميلان لاسِك، مدير القطيع: "الرعاية الوقائية’بدلًا من العلاج بعد حدوث المشكلة،” هذا هو جوهر الزراعة الدقيقة. “يمكننا التدخّل قبل ظهور أي أعراض واضحة. يُعتبر’هذا أفضل للأبقار، ويحافظ على انخفاض تكاليف الرعاية البيطرية، ويحافظ على جودة الحليب.”

الشراكة والخبرة

يُعدّ مشروع Uhelna نتيجة تعاون قوي بين مهندسي GEA وفنيّي الوكلاء المحليين’ وفريق المزرعة. ومن مرحلة الفكرة إلى التشغيل الفعلي، قدّم خبراء GEA الدعم في كل مرحلة، من الإرشاد الفني إلى التدريب وتوفير الخدمات المستمرة. وبحسب الدكتور والتر وايمان، المستشار الفني في شركة GEA، “فإن "هذه المنشأة تمثّل تميزًا هندسيًا يجمع بين الخبرة والالتزام المحلي". ويُظهر ذلك كيف يمكن توظيف’الخبرة العالمية لشركة GEA بما يتناسب مع واقع الزراعة الإقليمية.” وتضمن هذه الشراكة الموثوقية على المدى الطويل والتحسين المستمر، وهما عنصران أساسيان لأي نظام حلب آلي واسع النطاق.

عمل أكثر ذكاءً ونتائج مستدامة

لم تساهم الأتمتة والرقمنة في زيادة الإنتاجية فحسب، بل أدت أيضًا إلى تحسين ظروف العمل ورفاهية الحيوانات. يوفر النظام الجديد بيئة جذابة وعصرية وآمنة للموظفين، كما سهّل العمل بشكلٍ كبير. الآن، أصبح بإمكان مشغّل واحد – بدلًا من ثلاثة عاملين كما كان سابقًا – الإشراف على نوبة عمل مدتها ست ساعات. 

تدور العمليات اليومية حول اتخاذ القرارات بناءً على البيانات بدلًا من المهام المتكررة. وتستمتع الأبقار بتجربة حلب هادئة وثابتة، بينما يركز الموظفون على صحة الحيوانات واستراتيجيات التغذية ومراقبة الأداء.

“تعمل التكنولوجيا على تمكين الناس من العمل بذكاء،” كما يؤكد أوربان، “ومن الاعتناء بالحيوانات بشكلٍ أفضل.” من خلال الجمع بين الكفاءة ورفاهية الحيوان، تجسّد المزرعة الجيل القادم من مزارع الألبان الموفّرة للموارد.

نموذج يُحتذى به لقطاع الألبان في التشيك وأوروبا

تُعَد منشأة Uhelna مشروعًا رائدًا في مجال أتمتة مزارع الألبان في أوروبا الوسطى.

وتُثبت أن أنظمة الحلب الآلية الكاملة قادرة على تحقيق أداءٍ عالٍ مع الحفاظ على صحة الحيوانات ورفاهيتها. “يقول الدكتور ويمان: "التحديات عالمية: نقص العمالة وصحة الحيوان،” والضغوط الاقتصادية. “بفضل الحلول مثل DairyProQ، نساعد المزارع في كل مكان على العمل بذكاءٍ أكبر، وليس فقط بجهدٍ أكبر.” بالنسبة لشركة GEA، يؤكد هذا المشروع على رسالة الشركة’المتمثلة في تقديم حلولٍ هندسية تجعل الزراعة أكثر كفاءة، وأقل استهلاكًا للموارد، وأكثر قدرة على التحمّل، سواءً على المستوى المحلي أو العالمي.

هندسة من أجل عالمٍ أفضل.

إن منشأة DairyProQ في التشيك ليست مجرد مشروع لتعزيز الكفاءة. إنها’ رؤية تحققت بالفعل: ربط سلس بين الأشخاص والهندسة ومراعاة الموارد. وتجسّد كيف تُسهم ابتكارات GEA’ وخبراتها في تشكيل مستقبل قطاع الألبان من خلال إنشاء مزارع أكثر ذكاءً وأمانًا وكفاءة في استخدام الموارد في جميع أنحاء العالم.